حذرت الدكتورة شانا سوان، عالمة بارزة في مجال الصحة الإنجابية، من مخاطر تسخين الطعام في الحاويات البلاستيكية باستخدام الميكروويف، وأشارت سوان إلى أن هذه العادة قد تؤثر سلبًا على الخصوبة.

وتعد سوان من الخبراء المتخصصين في دراسة المواد الكيميائية التي تعرف باسم “المواد المدمرة للغدد الصماء”، وهي مواد تؤثر على هرمونات الجسم وتؤدي إلى تدهور الصحة الإنجابية.

وفي تصريح لها خلال ظهورها في أحد البودكاستات الصحية الشهيرة، أوصت بعدم تسخين الطعام في حاويات بلاستيكية، مؤكدة أن المواد الكيميائية مثل “BPA” والفثالات قد تلوث الطعام عند تعرض البلاستيك للحرارة.

المواد المدمرة للغدد الصماء

تتضمن هذه المواد المدمرة للغدد الصماء مجموعة من المواد الكيميائية التي تتسرب من البلاستيك عندما يتم تسخين الطعام فيه، وتؤثر على توازن الهرمونات في الجسم.

وتقول سوان إن المواد الكيميائية مثل “BPA” والفثالات التي تُضاف إلى البلاستيك لتحسين متانته لا ترتبط كيميائيًا به، مما يجعلها قادرة على التسرب إلى الطعام عندما يتعرض البلاستيك للحرارة.

وهذا قد يؤدي إلى مشاكل في الخصوبة، خصوصًا انخفاض عدد الحيوانات المنوية وجودتها عند الرجال، وهو ما يشكل مصدر قلق متزايد لدى الخبراء في هذا المجال.

خطر مركب على الصحة

أوضحت سوان أن هناك مخاطرة كبيرة في تعريض البلاستيك للحرارة، حتى في مواقف غير متوقعة، مثل ترك زجاجة ماء بلاستيكية في السيارة في يوم مشمس. وقالت: “لا تريدون خلط هذه المواد الكيميائية مع طعامكم، لكن أسوأ شيء هو فعل ذلك في بيئة ساخنة”.

وتستمر المخاوف من تأثير هذه المواد الكيميائية على الصحة الإنجابية، حيث يرتبط “BPA” أيضًا بزيادة مخاطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان بسبب قدرته على محاكاة هرمون الاستروجين، ما قد يؤدي إلى اضطرابات هرمونية تؤثر على نمو الأورام.

نصائح لتقليل التعرض للمواد الضارة

في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف بشأن تأثير المواد الكيميائية على الخصوبة، نصحت سوان المستمعين بتجنب تعريض الطعام أو المشروبات للحرارة في الحاويات البلاستيكية. كما اقترحت شراء الأطعمة العضوية لتقليل التعرض للمبيدات الحشرية التي قد تحتوي أيضًا على فثالات. وتضيف أن هذه المواد الكيميائية قد تكون أحد الأسباب المحتملة لانخفاض معدلات الخصوبة على مستوى العالم.

التشريعات والقيود في المملكة المتحدة

من جانبها، تشير الهيئات التنظيمية في المملكة المتحدة إلى أن الأدلة الحالية لا تُظهر أن مستويات التعرض للمواد الكيميائية مثل “BPA” والفثالات تشكل تهديدًا كبيرًا على الصحة العامة. ومع ذلك، تقوم وكالة سلامة الغذاء البريطانية حاليًا بمراجعة البيانات المتعلقة بـ “BPA” بناءً على دراسات جديدة. في الوقت ذاته، تم تطبيق قيود على استخدام هذه المواد في بعض المنتجات، مثل حظر استخدام “BPA” في زجاجات الرضاعة المخصصة للأطفال.

في ظل تزايد القلق بشأن تأثير المواد الكيميائية على الصحة الإنجابية، يبقى من الضروري أن نكون حذرين في استخدام البلاستيك في الميكروويف وفي الأماكن التي تتعرض فيها المواد للحرارة. ورغم أن الأدلة الحالية قد لا تشير إلى خطر فوري، إلا أن التحذيرات التي قدمتها الدكتورة سوان تبرز أهمية أن نكون أكثر وعيًا بالتأثيرات المحتملة لهذه المواد على صحة الأجيال القادمة.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDoyNzoxNzU0OjA6ZWVlOjdhMTA6MSA=

جزيرة ام اند امز

FR


Source link