رحيله ربما يسبب لنا مشكلة“.. هكذا بدأ بيب جوارديولا تعليقه على أحد قرارات فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

ولهذا يحاول النادي تصحيح خطأ لم يلفت الانتباه كثيرا، لماذا؟ لأن لدينا جوارديولا رجل الحلول الأول وقت الأزمات.

وحسب التقارير الإخبارية فإن إدارة سيتي تحاول التعاقد مع الدولي المصري عمر مرموش مهما كلف الأمر خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية.

ولذلك نكشف أسباب رغبة بيب في التعاقد مع مرموش أكثر من أي وقت مضى.

لنعود خطوة إلى الخلف؟

لن نعود إلى خطوة إلى الخلف الآن لمعرفة خطأ الماضي الذي يعرفه جوارديولا أكثر من أي شخص آخر لأنه اعترف به وقتها بالفعل.

لكن لنمضي إلى الأمام رفقة أسباب رغبة جوارديولا في تدعيم فريقه بمرموش كأولوية قصوى.

بداية موسم جوارديولا كانت قوية كالعادة، لكن الهبوط التدريجي بدأ خطوة بخطوة، بداية من الفوز بدون تقديم أداء أمام فولام في الجولة السابعة 3-2 مرورا إلى بداية اللعنة أمام توتنام في الكأس والخسارة 2-1 وبورنموث والهزيمة بالنتيجة ذاتها.

بالتأكيد إصابة رودري لها دور كبير في هبوط الفريق والإصابات الأخرى، لكن من المؤكد أن الأسباب أكبر.

لديك السلاح لكن دون الذخيرة

رغم كل هذه الظروف التي مر سيتي من إصابات إلا أن فريق بيب تصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي لفترة من الوقت قبل الانهيار.

وكان العامل الكبير في الأمر هو قوة الفريق في العمق، وهنا القصد ما قبل وصول الكرة إلى إيرلينج هالاند سلاح سيتي الفتاك.

من وراء هالاند هم الذخائر، إذا نقصت الذخائر فالسلاح سيكون فارغا ولن يفيد إلا فيما ندر عندما تعثر على ذخيرة.

أشرك جوارديولا أكثر من لاعب خلف هالاند سواء في خطة 4-2-3-1 أو 3-2-4-1 مثل بيرناردو سيلفا وكيفن دي بروين وفيل فودين وإلكاي جوندوجان، هل نجح أحدهم؟

السؤال لا يحتاج إلى تفكير كثير، لكن بالأرقام هذا ما قدموه في هذا المركز.

دي بروين يمر بأسوأ موسم له تقريبا، سجل هدفين وصنع 3 آخرين في 18 مباراة.

فودين لعب 11 مباراة مسجلا 4 أهداف وصانعا هدفا.

بيرناردو شارك في 14 مباراة وسجل هدفين أهداف وصنع مثلهم.

جوندوجان تواجد في 4 مباريات ولم يسجل أو يصنع.

هذه أرقام ليست لها أي صلة بما كانوا هؤلاء يقدمون الموسم الماضي فقط حتى، وليس موسم الخماسية لأنه استثناء.

التقط الذخيرة

ربما تعاقد واحد يساعد على استفاقة باقي الفريق خاصة لمن هم خلف هالاند مباشرة.

عمر مرموش الذي يقدم أفضل مستوياته الموسم الحالي مع أينتراخت فرانكفورت.

يعتمد دينو توبمولر المدير الفني لفرانكفورت على اللعب بـ هوجو إكيتيكي وخلفه عمر مرموش كـ Shadow Striker أو المهاجم الوهمي.

هو المركز الذي لديه أدوار تشبه كثيرا من تحدثنا عنهم في سيتي باختلاف الأدوار الدفاعية والتحرك دون كرة نظرا لاختلاف فلسفة توبمولر كليا عن جوارديولا.

ماذا تملك هذه الذخيرة؟

مرموش يملك الكثير وما يحتاجه جوارديولا من لاعبيه مثل دي بروين وفودين.

مرموش هو ثان هدافي الدوري الألماني بـ13 هدفا ويبتعد عن هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ المتصدر بفارق هدف.

نسبة الأهداف المتوقعة لمرموش هي 7 أهداف تقريبا، أي سجل أكثر بـ6 أهداف.

وأكثر من صنع أهداف برصيد 7 صناعات، بالتساوي مع فلوريان فيرتز وفينشينزو جريفو ومارفين دوكش.

ويعتبر مرموش أكثر من ساهم في أهداف بـ 20 مساهمة أكثر من كين بفارق مساهمة واحدة.

أكثر لاعب سدد في الدوري الألماني بمعدل 4.3 تسديدة في المباراة الواحدة، في نفس السياق من المفترض أن يكون أهدر كثيرا كنسبة منطقية، لكن العكس إتقان ودقة مرموش جعلته أكثر لاعب يسدد على المرمى بمعدل 1.9 أي تسديدتين تقريبا في المباراة الواحدة.

مرموش أكثر لاعب صناعة للفرص المحققة للتسجيل بـ9 فرص في الدوري.

مرموش رابع أكثر لاعب نجاحا في المراوغات بمعدل 2.6 مراوغة بنسبة نجاح 55%، بنفس المنطق يخسر الكرة كثيرا؟ لا، يتواجد في المركز السابع أكثر اللاعبين فقدا للكرة ويعتبر الرقم جيد للغاية.

جوارديولا أمام لاعب يسجل ويصنع، صحيح أن فريقه في المركز العاشر في نسبة الاستحواذ بالكرة، لكن بالكرة يستطيع أن يفعل ما لا يفعله لاعبيه الحاليين بالفعل، ويستطيع التأقلم مع طرق اللعب المختلفة نظرا للذكاء الذي يتسم به.

يكفي أن بيب يرى أن أكثر من ساهم بالأهداف هو هالاند 17 ساهم، يليه بيرناردو سيلفا 6 مرات بالتساوي مع سافينيو، أي الفارق أكثر من الضعف.

ما يفعله هالاند الموسم الحالي من تسجيل للأهداف يعتبر إنجازا كبيرا.

الموسم الماضي كان هالاند في صدارة المساهمين للفريق بـ32 مساهمة، ويليه فودين بـ27 مساهمة ولن أخبرك الثالث الآن لأنه الخطأ الذي اعترف به جوارديولا.

فودين يلعب في هذا المركز صحيح، لكنه أيضا شارك كجناح في مرات عديدة، لكن الثالث هو ما يريده بيب بالضبط.

الخطأ الأكبر

الآن نعود إلى خطوة للخلف في فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

في صفقة مفاجأة لم تلفت انتباه الكثير من الناس إلى قيمة اللاعب، بل بالمبلغ الكبير الذي رحل به.

رحل جوليان ألفاريز إلى أتليتكو مدريد الصيف الماضي مقابل 75 مليون يورو مغ إضافات قد تصل إلى 95 مليون يورو، بالتأكيد المكسب المادي كبير للغاية لسيتي لأن تم التعاقد معه مقابل 21.4 مليون يورو من ريفر بليت.

لكن تعليق جوارديولا كان كالتالي: “رحيله ربما يسبب لنا مشكلة إذا تعرض أكثر من لاعب لإصابة“.

وأضاف “في غضون أشهر قليلة سيعود أوسكار بوب وفودين في هذا المركز، وجيمس ماكاتي يمكنه اللعب في هذا المركز، وجوندوجان وبيرناردو يتمكنان من اللعب في هذا المركز“.

وأتم “ربما يكون ذلك خطأ، لا أعرف، لكني لا أحب ترك اللاعبين دون اللعب لفترة طويلة“.

تقريبا لم يعط أي شخص أهمية كبيرة برحيل المهاجم الأرجنتيني لهذه الدرجة إلا جوارديولا، لماذا؟ لأنه يعرف أنه رجل تقديم الحلول لغياب أي لاعب، لكن الأزمات تفاقمت بشكل مرعب وأصبحت مركبة.

الأمر أشبه كثيرا بالطالب الذي يقول إن من المستحيل أن يجد سؤال ما في الاختبار ثم يجده، هذا ما حدث لبيب حرفيا، استبعد وجود إصابات بالإضافة إلى هبوط المستوى وبالتالي وجد ذلك الموسم الجاري.

لكن حان وقت إصلاح الخطأ بالتعاقد مع مرموش في يناير إن أمكن التوصل لاتفاق مع ناديه.


Source link