مخاوف من المضاعفات واحتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل
باتت الرغبة في إنجاب التوائم تشهد رواجاً كبيراً، خاصة بين السيدات لأسباب عدة منها الرغبة في التخلص من آلام الحمل والولادة أكثر من مرة أو القيام بعملية تجميلية بعد ولادة واحدة للحفاظ على شكل الجسم دون الحاجة إلى تكرارها، إلى أن هذه الفرحة يعتمد تحقيقها على أدوية تنشيط أو التلقيح، مما يؤدي إلى خطورة كبيرة مقارنة بالحمل العادي واحتمالية أكبر لحدوث مضاعفات خطيرة تؤثر في صحة الأم والأجنة، ومن أبرزها الولادة المبكرة أو الإجهاض أو زيادة احتمالية الإصابة بمشاكل صحية خلال الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل.
وحرصت دولة الإمارات على وضع محاذير صارمة للتلقيح الخاص بإنجاب التوائم بما يتوافق مع أعلى المعايير العالمية لضمان الحفاظ على صحة الأم والطفل، فيما لفتت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية وعدد من الأطباء المتخصصين في هذا الأمر إلى ضرورة توعية النساء والأسر لمضاعفات الحمل بتوائم، وأن الأمر ليس ترفيهاً أو «ترند» تلهث وراءه النساء دون وعي صحي كافٍ، مؤكدين أن هذا الأمر يحتاج إلى رعاية صحية خاصة وغالباً ما يتم إيداع الأطفال في الحضانات لاكتمال نموهم، إلى جانب رصد قصور في عمل الأجهزة لدى جزء كبير منهم.
وأكدت الدكتورة منى خلفان سبت، طبيب استشاري ورئيس قسم النساء والولادة وطب الأجنة في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن فرص إنجاب التوائم ترتفع مع استخدام تقنيات المساعدة على الحمل، مثل أدوية التنشيط والتلقيح، ويعتمد حدوث الحمل بتوائم على عدة عوامل، منها نوع الدواء المستخدم ومدى الاستجابة وعمر المرأة وتاريخ وجود توائم في العائلة.
وأشارت الدكتورة منى إلى أن نسبة الحمل بالتوائم تختلف لدى النساء حسب العلاج المستخدم، إذ تتراوح احتمالية الحمل بتوائم مع الأدوية بين 5 إلى 10 % مقارنةً بالمعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 1 إلى 2 %، أما مع الحقن فتصل النسبة إلى 15 – 20 %، وعند نقل جنينين مخصبين في عمليات أطفال الأنابيب، ترتفع النسبة إلى نحو 20 – 40 %، منوهة بأن الأمر أصبح أكثر انتشاراً مؤخراً من دون وجود وعي صحي بالمخاطر المرتبطة بهذا الأمر.
ولفتت الدكتورة منى إلى أنه من ضمن الحالات النادرة نتيجة استخدام علاجات المساعدة على الحمل تسجيل حالات حمل بتوائم ثلاثية ورباعية نتيجة استخدام تقنيات المساعدة على الإنجاب ناصحة السيدات الحوامل بتوائم بالمتابعة الطبية المنتظمة والدقيقة لضمان سلامتهم وسلامة الأجنة، مع التركيز على مراقبة نمو الأجنة والانتباه إلى أي مؤشرات قد تدل على إمكانية حدوث ولادة مبكرة للتعامل معها في الوقت المناسب.
ونوهت أيضاً بأنه من بين الحالات التي تم الإشراف عليها، لمريضة في الشهر السابع، والتي راجعتنا لفتح ملف طبي روتيني، وخلال الفحص السريري، وجدنا أن حجم الرحم كان أكبر من المتوقع، وعندما لجأنا إلى التصوير بالموجات فوق الصوتية، اكتشفنا أنها حامل بتوأم ثلاثي، ذكر وأنثيين، وهو أمر لم تكن تتوقعه، وتم تقديم الرعاية الصحية لها، حيث وضعت أطفالها بالشهر الثامن، وهم جميعاً بصحة ممتازة.
وأكد الدكتور سارج مطر، استشاري الإخصاب وأطفال الأنابيب، أن فكرة إنجاب التوائم التي تسيطر على بعض الأسر تحمل العديد من المخاطر الصحية على الأم والجنين، وأوضح أن الدول وضعت محاذير صارمة للتلقيح الخاص بإنجاب التوائم بما يتوافق مع أعلى المعايير العالمية لضمان الحفاظ على صحة الأم والطفل.
وأشار الدكتور سارج إلى أن حمل التوائم يُعد من أكثر أنواع الحمل تعقيداً، إذ يرتبط بمضاعفات خطيرة مثل الإصابة بسكري الحمل (GDM)، وتسمم الحمل (preeclampsia)، واحتمالية الولادة المبكرة التي قد تؤدي إلى ولادة أطفال ناقصي الوزن أو ذوي احتياجات طبية خاصة، كما يزيد من خطر التعرض لنزيف ما بعد الولادة والتهابات الرحم، مما يجعل رعاية هذا النوع من الحمل تتطلب مراقبة طبية دقيقة ومستمرة.
مضاعفات
وأكد الدكتور سارج أن هذه المضاعفات يمكن تلافيها بشكل كبير بفضل التطور التكنولوجي في مجال تجميد الأجنة، فقد أصبح بالإمكان تجميد الأجنة لفترات طويلة ونقلها إلى رحم الأم بشكل تدريجي، واحداً تلو الآخر، ما يتيح للأمهات تحقيق حلم الإنجاب بطريقة آمنة وصحية، مع ضمان ولادات منفصلة وصحية خالية من مضاعفات الحمل المتعدد.
كما أشار الدكتور سارج إلى أن بعض النساء يلجأن إلى فكرة إنجاب التوائم كنوع من «الرفاهية»، أو لتجنب التغيرات التي قد تطرأ على أجسامهن نتيجة تكرار الحمل والولادة كما أن البعض يفضل إجراء عمليات تجميل وتنسيق القوام بعد الولادة لمرة واحدة، لتفادي أي حمل مستقبلي، مؤكداً أن الطبيب يتحمل مسؤولية كبيرة في تقديم النصيحة الطبية الصادقة التي تهدف إلى الحفاظ على صحة الأم والطفل، مشدداً على ضرورة عدم الانصياع لرغبات بعض النساء في إنجاب أكثر من توأم، وهو ما قد يؤدي أحياناً إلى حالات حمل متعددة، وهو أمر ينطوي على مخاطر جسيمة قد تكون مميتة.
ولفت الدكتور سارج إلى واحدة من أغرب الحالات التي واجهها، وهي لسيدة عربية قامت بإجراء تلقيح لأربعة توائم خارج الدولة، وعند عودتها، ساءت حالتها الصحية بشكل كبير وعانت مضاعفات خطيرة، وتم إنقاذها بعد جهود طبية مكثفة.
Source link