دعا باحثون في جامعة أكسفورد إلى ضرورة وضع إطار عمل واضح لدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية للشباب، في ظل الانتشار الواسع للتكنولوجيا واستخدام الأطفال والمراهقين للأجهزة الرقمية للوصول إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

جاء ذلك في دراسة حديثة نشرتها جامعة أكسفورد، والتي تسلط الضوء على النقائص الحالية في الأبحاث المتعلقة بتأثير التقنيات الرقمية على الصحة النفسية للشباب.

تستند التوصيات الواردة في الدراسة إلى تقييم نقدي للثغرات الموجودة في الأبحاث الحالية، وتحليل معمق للتحديات التي تكمن وراء هذه الثغرات. وقد نُشرت الورقة البحثية، التي حملت عنوان “من وسائل التواصل الاجتماعي إلى الذكاء الاصطناعي: تحسين البحث في الأضرار الرقمية على الشباب”، في 21 يناير 2025 في مجلة “The Lancet Child and Adolescent Health”.

تدعو الدراسة إلى “إعادة تقييم حاسمة” للطريقة التي ندرس بها تأثير التقنيات المعتمدة على الإنترنت على الصحة النفسية للشباب، وتوضح كيف يمكن لأبحاث الذكاء الاصطناعي أن تتعلم من الأخطاء التي وقع فيها البحث في وسائل التواصل الاجتماعي. من بين القيود الحالية التي تم تحديدها هي التناقضات في النتائج، وعدم وجود دراسات طويلة المدى أو تجريبية تثبت الأسباب.

تم تقسيم التحليل والتوصيات إلى أربع نقاط رئيسية:

  1. مراجعة موجزة للأبحاث الأخيرة حول تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، مع تسليط الضوء على القيود الرئيسية في الأدلة المتاحة.
  2. تحليل التحديات في تصميم وتفسير الأبحاث التي يعتقد الباحثون أنها تقف وراء هذه القيود.
  3. اقتراحات لتحسين طرق البحث لمواجهة هذه التحديات، مع التركيز على كيفية تطبيق هذه الأساليب في دراسة الذكاء الاصطناعي ورفاهية الأطفال.
  4. خطوات ملموسة للتعاون بين الباحثين وصانعي السياسات وشركات التكنولوجيا الكبرى والعائلات والشباب.

وأكدت الدكتورة كارين مانسفيلد، الباحثة ما بعد الدكتوراه في المعهد، والمعدة الرئيسية للدراسة، أن “البحث في تأثيرات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تقديم الأدلة لصانعي السياسات والنصائح للمربين، يجب أن يتعلم من المشاكل التي واجهت أبحاث وسائل التواصل الاجتماعي”. وأضافت: “الشباب يتبنون بالفعل طرقًا جديدة للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي، وإذا لم يكن هناك إطار عمل متين للتعاون بين الأطراف المعنية، فإن السياسات المبنية على الأدلة ستتخلف، كما حدث مع وسائل التواصل الاجتماعي”.

وتوضح الورقة البحثية كيف أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي يُفهم غالبًا كعامل سببي معزول، ما يتجاهل أنواع الاستخدام المختلفة لوسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك العوامل السياقية التي تؤثر على استخدام التكنولوجيا والصحة النفسية. إذا لم يتم إعادة التفكير في هذا النهج، فإن الأبحاث المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي قد تقع في نفس الفخ الذي وقع فيه بحث وسائل التواصل الاجتماعي، من حيث الفزع الإعلامي.

وتشمل التحديات الأخرى الأساليب القديمة لقياس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والبيانات التي غالبًا ما تستبعد أكثر الفئات الشبابية ضعفًا. وتوصي الدراسة بأن البحث الفعّال في مجال الذكاء الاصطناعي يجب أن يطرح أسئلة لا تضع الذكاء الاصطناعي في دائرة الشك المسبق، وأن تضمن التصاميم السببية، وأن تعطي الأولوية للتعرضات والنتائج الأكثر صلة.

وفي ختام الدراسة، أكدت أنه مع تبني الشباب لطرق جديدة في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي، فإن الأبحاث والسياسات المبنية على الأدلة ستجد صعوبة في مواكبة هذا التغيير. ومع ذلك، من خلال ضمان أن تعكس مقاربتنا في دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على الشباب ما تعلمناه من الثغرات في الأبحاث السابقة، يمكننا تنظيم دمج الذكاء الاصطناعي في منصات الإنترنت بشكل أكثر فعالية.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDoyNzoxMjM0OjpiMSA= جزيرة ام اند امز FR


Source link