أفادت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة مانشستر البريطانية، بأن النوم يلعب دوراً حاسماً في تعزيز الصحة العقلية للفتيات المراهقات.

الدراسة التي نُشرت في مجلة «كواليتي أوف لايف ريسيرتش»، تتبعت على مدى 3 أعوام ما يقرب من 28 ألف مراهق ومراهقة في مانشستر الكبرى، أحد أكبر المناطق الحضرية في المملكة المتحدة، وفحصت كيفية ارتباط النوم والنشاط البدني بالصحة العقلية.

وكشفت النتائج أن نوم الفتيات ورفاهيتهن العقلية مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، وأنه عندما أفادت الفتيات بحصولهن على قسط كافٍ من النوم، أبلغن عن صحة عقلية أفضل بعد عام واحد. ومن المثير للاهتمام أن هذه العلاقة كانت متبادلة، مما يعني أن الصحة العقلية الأفضل تنبأت أيضاً بجودة نوم الفتيات لاحقاً. وكان هذا الارتباط قوياً بشكل خاص ما بين سن 12 و14 عاماً، وهو وقت حاسم يمكن أن تظهر فيه تحديات الصحة العقلية.

نوم الفتيات ورفاهيتهن العقلية يرتبطان بشكل وثيق (جامعة مانشستر)

وبالنسبة للذكور، كان النوم أيضاً مؤشراً على مستوى رفاهيتهم؛ لكن الدراسة لم تجد تأثيراً متبادلاً؛ إذ لم تتنبأ الصحة العقلية بجودة نومهم لاحقاً، كما هي الحال مع الفتيات المراهقات. ولكن الدراسة وجدت أن مستويات الرفاهية لدى الذكور تتنبأ بمستويات نشاطهم البدني في وقت لاحق من حياتهم.

كما بيّنت الدراسة أن أنماط النوم لدى الفتيات كانت أقل استقراراً من أنماط النوم لدى الذكور، مما يشير إلى أنها قد تكون هدفاً مفيداً للتدخلات التربوية والعلاجية في المستقبل.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة الدكتور خوسيه ماركيز، من معهد مانشستر للتعليم التابع لجامعة مانشستر في المملكة المتحدة: «يُظهر بحثنا الدور الحاسم للنوم في مستوى رفاهية المراهقين؛ خصوصاً الفتيات؛ لذلك من الضروري تمكين الشباب من معرفة فوائد وممارسات عادات النوم الجيدة، بالإضافة إلى زيادة الوعي بالعواقب الفورية والطويلة الأجل لعادات النوم السيئة».

وأضاف ماركيز في بيان منشور على موقع الجامعة، الاثنين: «نوصي المدارس والآباء وشبكات الدعم الأخرى بأن تكون على دراية بهذا الارتباط المهم، وتشجيع المراهقين على إعطاء الأولوية لنومهم، بوصفه مكوناً أساسياً للصحة العامة والرفاهية».

وتؤكد هذه النتائج أهمية معالجة قضايا النوم لدعم الصحة العقلية للشباب، وأن الفرق بين الذكور والإناث عامل مهم عند النظر في كيفية ارتباط النوم ومستويات الرفاهية لديهم.


Source link