02:59 م


الثلاثاء 17 ديسمبر 2024

كتب – سيد متولي

كشفت دراسة أن أحد المؤشرات الرئيسية لمشاكل القلب المحتملة قد يكون مرئيًا على الجبهة، واقترح الباحثون أن الأفراد الذين لديهم تجاعيد أكثر عمقًا في الجبهة مما هو معتاد في سنهم قد يكونون أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

ورغم أنهم أقروا بأن تجاعيد الجبهة ليست طريقة أفضل لتقييم مخاطر القلب والأوعية الدموية مقارنة بالطرق الحالية مثل ضغط الدم ومستويات الدهون، فإنها قد تكون بمثابة علامة تحذير مبكرة يمكن تحديدها بنظرة بسيطة، دون تكبد أي تكلفة، بحسب express.

تم تقديم البحث في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC) في ميونيخ بألمانيا في عام 2019، ورغم أن الدراسة لم تحدد سببا محددا لهذا الارتباط، إلا أنها تكهنت بأنه قد يكون مرتبطا بتصلب الشرايين بسبب تراكم اللويحات.

ويعد تصلب الشرايين من الأسباب الرئيسية للنوبات القلبية وغيرها من الأحداث القلبية الوعائية، ويبدو أن التغيرات في بروتين الكولاجين والإجهاد التأكسدي تلعب دورًا في تصلب الشرايين والتجاعيد.

علاوة على ذلك، فإن الأوعية الدموية في الجبهة صغيرة جدًا لدرجة أنها قد تكون أكثر عرضة لتراكم الترسبات، ما يشير إلى أن التجاعيد قد تكون إحدى العلامات المبكرة لشيخوخة الأوعية الدموية.

وقامت الدراسة بتحليل مجموعة مكونة من 3200 شخص بالغ يعملون وكانوا جميعا أصحاء وكانت أعمارهم 32 و42 و52 و62 عاما في البداية، وقد تم فحصهم من قبل أطباء أعطوا درجات بناء على عدد وعمق التجاعيد على جباههم.

تشير الدرجة صفر إلى عدم وجود تجاعيد، في حين تشير الدرجة ثلاثة إلى “تجاعيد عميقة عديدة”، وتابع الباحثون الأشخاص على مدى عقدين من الزمن، توفي خلالهما 233 فردًا لأسباب مختلفة، وكشف التحليل أن 15.2% من المتوفين كانت درجات التجاعيد لديهم درجتين وثلاث، و6.6% كانت درجاتهم 1، و2.1% فقط لم تكن لديهم أي تجاعيد على الإطلاق.

وخلصت الدراسة إلى أن الأفراد الذين كانت درجات التجاعيد لديهم درجتين واحدتين كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بأولئك الذين لم تكن لديهم تجاعيد، ومن المثير للقلق أن أولئك الذين حصلوا على درجات تجاعيد 2 أو 3 كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب هذه الحالات بنحو عشر مرات من الأفراد الذين ليس لديهم تجاعيد، حتى عند مراعاة عوامل مثل العمر والجنس ومستوى التعليم وعادات التدخين وضغط الدم ومعدل ضربات القلب والسكري ومستويات الدهون.

وعلقت يولاند إسكيرول، المؤلفة الرئيسية للدراسة والأستاذة المساعدة للصحة المهنية في مركز المستشفى الجامعي في تولوز في فرنسا: “كلما ارتفعت درجة التجاعيد لديك، زاد خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية”.

وأشارت إلى أن عوامل الخطر مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم غير مرئية وغير ملموسة، وأوضحت كيف يمكن أن تعمل تجاعيد الجبهة كمؤشر يمكن ملاحظته بسهولة يشير إلى ارتفاع المخاطر: “لا يمكنك رؤية أو الشعور بعوامل الخطر مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم، لقد استكشفنا تجاعيد الجبهة كمؤشر لأنها بسيطة ومرئية للغاية، مجرد النظر إلى وجه الشخص يمكن أن يدق ناقوس الخطر، ومن ثم يمكننا تقديم المشورة لخفض المخاطر”.

وسلطت إسكيرول الضوء على النصائح الوقائية التي قد تشمل تغييرات أساسية مثل ممارسة النشاط البدني المنتظم أو تحسين النظام الغذائي.

وعلى الرغم من أن خطر الإصابة بأمراض القلب يتصاعد بشكل طبيعي مع تقدم العمر، فإن تعديلات نمط الحياة في الوقت المناسب والاستراتيجيات الطبية يمكن أن تقلل بشكل كبير من التهديد، شريطة أن يتم تحديد المرضى المعرضين للخطر في وقت مبكر بما يكفي لإحداث التغيير.

وأكدت إسكيرول على أهمية الفحوصات الصحية التقليدية، لكنهت اقترحت أيضًا نهجًا جديدًا: “بالطبع، إذا كان لديك شخص معرض لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فعليك التحقق من عوامل الخطر الكلاسيكية مثل ضغط الدم وكذلك مستويات الدهون والجلوكوز في الدم، ولكن يمكنك بالفعل مشاركة بعض التوصيات بشأن عوامل نمط الحياة”.

وأضافت أنه في حين أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إثبات صلة بين خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والتجاعيد في الجبهة، إلا أن “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إقامة صلة بين خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والتجاعيد في الجبهة، وبالتالي فإن النتائج تحتاج إلى تأكيد في دراسات مستقبلية، ولكن يمكن استخدام هذه الممارسة الآن في مكاتب الأطباء والعيادات، هذه الطريقة غير ضارة ولا تتطلب أي تكاليف”.


Source link