أعلنت وزارة الصحة والسكان أن فيروس الورم الحليمي البشري HPV يُعتبر السبب الرئيس للإصابة بسرطان عنق الرحم، مُشيرة إلى أن الكشف المبكر يعد من أهم سُبل الوقاية من هذا الفيروس الخطير والمضاعفات الصحية المرتبطة به.

ودعت وزارة الصحة، المواطنين إلى الانضمام إلى مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية وعلاجها مجانًا، وذلك حفاظًا على صحتهم والحد من مخاطر الإصابة.

ما هو فيروس الورم الحليمي البشري؟

فيروس الورم الحليمي البشري هو عدوى فيروسية تُسبب ظهور ثآليل على الجلد أو الأغشية المخاطية، وتتعدد أنواع هذا الفيروس، حيث يوجد أكثر من 100 نوع منه، بعضها يسبب الثآليل، بينما يُسهم البعض الآخر في تطوير أنواع متعددة من السرطان، مثل سرطان عنق الرحم.

كيف ينتقل الفيروس؟

العدوى بالفيروس تنتقل بشكل رئيسي من خلال الممارسة الجنسية أو من خلال ملامسة الجلد المصاب، وعلى الرغم من أن معظم الإصابات بهذا الفيروس لا تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، إلا أن بعض الأنواع قد تُسبب سرطان عنق الرحم، وكذلك سرطان الشرج، القضيب، المهبل، الفرج، والبلعوم.

أعراض الإصابة بالفيروس 

تُعد الإصابة بالفيروس غالبًا بدون أعراض ملحوظة، وهو ما يزيد من خطر تطور السرطان دون اكتشافه في وقت مبكر، وقد تظهر الثآليل في أماكن مختلفة من الجسم حسب نوع الفيروس، ويمكن أن تختلف أعراض الثآليل، مثل:

الثآليل التناسلية: تظهر عادة على الفرج أو حول الشرج في النساء، وفي الرجال تظهر على القضيب أو حول الشرج.

الصحة تدعو للكشف المبكر عن فيروس الورم الحليمي البشري HPV
الصحة تدعو للكشف المبكر عن الفيروس HPV

الثآليل الشائعة: تظهر على الأيدي والأصابع وتكون خشنة في ملمسها.

الثآليل الأخمصية: تظهر على الكعبين أو قاعدة القدمين وقد تكون مؤلمة.

الثآليل المسطحة: تصيب الأطفال غالبًا على الوجه، والرجال على منطقة اللحية.

اقرأ أيضًا: 

تسهم بـ11 تريليون دولار عالميًا.. مصر تدخل الاقتصاد الرعائي باستثمارات ضخمة

سرطان عنق الرحم: العواقب المحتملة للإصابة بفيروس الورم الحليمي

وعلى الرغم من أن سرطان عنق الرحم يتطور عادة نتيجة للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، إلا أن الأمر يستغرق من 20 إلى 30 عامًا بعد الإصابة حتى يظهر سرطان عنق الرحم، وعادةً لا يسبب الفيروس أي أعراض في مراحله المبكرة، مما يجعل من الضروري إجراء فحوصات دورية لاكتشاف أي تغييرات قد تؤدي إلى السرطان في مرحلة مبكرة.

توصي وزارة الصحة بإجراء اختبار “باب” (Pap smear) للسيدات من سن 21 إلى 29 عامًا كل ثلاث سنوات، أما السيدات بين 30 و65 عامًا، فيُنصح بإجراء اختبار عنق الرحم كل ثلاث سنوات أو كل خمس سنوات إذا تم إجراء اختبار الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي في نفس الوقت، ويمكن للسيدات فوق 65 عامًا التوقف عن الفحص إذا كانت نتائج الفحوصات السابقة طبيعية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب على أي شخص يعاني من الثآليل أو يُصاب بها في مناطق تسبب له الإزعاج أو الألم، التوجه للطبيب للحصول على العلاج المناسب.

كيف يمكن الوقاية من عدوى فيروس الورم الحليمي؟

الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري تعتمد على مجموعة من الإجراءات الوقائية، مثل:

الابتعاد عن العلاقات الجنسية المتعددة: كلما زاد عدد الشركاء، زادت احتمالية الإصابة بالفيروس.

استخدام الواقي الذكري: يمكن أن يقلل من خطر الإصابة.

اللقاحات: يُوصى بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري في سن مبكرة (بين 11 و12 عامًا) للذكور والإناث على حد سواء. يساعد اللقاح في الوقاية من سرطان عنق الرحم والثآليل التناسلية.

لقاح غارداسيل 9: الوقاية الأفضل

أُعتمد لقاح غارداسيل 9 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وهو يُستخدم للوقاية من سرطان عنق الرحم والثآليل التناسلية، ويُوصى بتطعيم المراهقين من 9 إلى 14 عامًا بجرعتين من اللقاح بفاصل 6 أشهر، ويُمكن للأطفال والمراهقين الأكبر سنًا تلقي ثلاث جرعات من اللقاح. وبالنسبة للأشخاص بين 27 و45 عامًا، يُنصح باستشارة الطبيب حول ضرورة تلقي اللقاح.

إن الكشف المبكر والتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري يمثلان أبرز وسائل الوقاية من سرطان عنق الرحم وبعض أنواع السرطان الأخرى، وتبقى الوقاية أفضل من العلاج، وينبغي على الجميع التوجه للفحوصات الطبية بشكل دوري للاستفادة من العناية الصحية الوقائية المتاحة.


Source link